والطائفيون،
فقال: (وأما حافظه وحارسه، فهو ذات الحق جلّ جلاله، كما قال في الآية الكريمة
المباركة: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:
9))
وهكذا تحدث عن
سائر نواحي العظمة في القرآن الكريم، والتي تستدعي التقديس المطلق له، والانفعال
المطلق لمعانيه، باعتبارها تمثل الحقائق الكبرى للوجود، وتشمل القيم الكبرى
للسلوك.
وهكذا نرى كل
القادة والعلماء الذين أسسوا لهذا المشروع الحضاري الجديد، يشيدون بالقرآن الكريم،
ويدعون إلى قراءته قراءة روحية، وعدم الاكتفاء فقط بتجويده وترتيله والاهتمام
بمخارج حروفه.
وذلك لا يعني
عدم اهتمامهم بهذا الجانب، فالإيرانيون يحبون تجويد القرآن الكريم، ومولعون بصفة
خاصة ببعض القراء المصريين كالشيخ عبد الباسط عبد الصمد وغيره، وهم يقلدونه كثيرا
في قراءتهم، وهو دليل كبير على انفتاحهم على العالم الإسلامي، وعدم شعورهم بأي
فوارق بينهم وبين سائر إخوانهم من المسلمين، ولذلك يستقبلون كل حين القراء من مصر
وغيرها، وتعقد المجالس العامة لهم، ليستمع الناس إلى قراءتهم مع تتبعها في
المصاحف.
ونحب أن نذكر
نموذجا لذلك الولع بالقرآن الكريم بشخص قائدهم الحالي السيد علي الخامنئي، الذي
تحدث عن نفسه وعن بداية عشقه للقرآن الكريم، فقال[1]: (أوّل نغمات القرآن العذبة قد سمعتها من
والدتي.. كناّ نجتمع حولها، نجلس، لتقرأ بدورها القرآن لنا بصوت عذب جدّاً ومؤثّر،
وتشرح لنا بعض آياته)
ثم ذكر كيف كانت
والدته تحكي لهم قصص أنبياء الله، وقصص القرآن، وكيف كانت
[1]
انظر هذه النصوص من كتاب [سيرة حياة آية الله السيد علي الحسيني الخامنئي]، طهران:
مركز الدراسات والأبحاث السياسيّة، ص24.