نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 223
أي مسوغ شرعي
لقبوله.
وبناء على هذا
نجد الفقيه حاضرا في كل المجالات .. فهو في البنوك يراقب معاملاتها ومصارفها بدقة
لتتناسب مع الشريعة.. وفي استديوهات السينما يراقب السيناريوهات والحوارات
والملابس والديكور حتى يتناسب مع الشريعة.. وهكذا نجده حاضرا في كل محل، حتى
الشرطة الأخلاقية المؤتمرة بأوامر الفقيه، تنتشر في الشوارع والأزقة لتراقب سلوكات
الناس، حتى لا تصطدم بالشريعة.
بناء على هذا
نحاول في هذا المبحث أن نذكر الملامح الكبرى للتدين الإيراني، والتي لا يمكن أن
يجحدها إلا حقود مغرض، أما العاقل، فإنه إن لم يتسن له الثقة بما نقول، أو بالأدلة
التي نوردها، فإنه يمكن أن يراجع الفقه الشيعي من مصادره المعتمدة، أو يذهب إلى
إيران نفسها ليتأكد، وقبل ذلك، واحتراما لدينه وورعه يكف لسانه عن الخوض في أعراض
المسلمين، وفي ثلبهم بما هم بريئون منه.
وقد حاولنا أن
نرجع فيما نذكره من أدلة إلى القادة الفكريين المؤسسين للجمهورية الإسلامية
الإيرانية، ذلك أنهم يمثلون نوع التمسك بالشريعة الموجود في إيران في الوقت
الحالي، كما يقال [الناس على دين ملوكهم] ، وهو نفس التوجه الذي كان عليه الكثير
من الإيرانيين قبل الثورة الإسلامية، ولهذا أتيح لها أن تنجح.
وقد ذكرنا هذا
ردا على أولئك المغرضين الذين يأتون بالفتاوى من كل مصدر، وأحيانا يأتون بالنصوص
من [بحار الأنوار]، وغيره متجاهلين أن ذلك تراث فيه الغث والسمين، وفيه ما يقبل ما
يرفض، ومثله موجود في المدرسة السنية، والعاقل هو الذي لا يحمل أي جهة جريرة من
انتسب إليها.
وللأسف فإن كل
الذين يردون على القادة الفكريين للجمهورية الإسلامية، لا يستندون إلى أحاديثهم،
أو ما كتبوه في كتبهم، وإنما يستندون لجهات أخرى، وهذا من الظلم
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 223