نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 204
غيره مع أن الباقلاني
نفسه، وهو من أتباع الأشعري، يخالفه في صفة البقاء لله تعالى، وأنه ليس وصفا زائدا
على الذات، (لم صار الباقلاني أولى بالكفر بمخالفته الأشعري من الأشعري بمخالفته الباقلاني؟
ولم صار الحق وقفا على أحدهما دون الثاني؟ أكان ذلك لأجل السبق في الزمان، فقد سبق
الأشعري غيره من المعتزلة، فليكن الحق للسابق عليه، أم لأجل التفاوت في الفضل والعلم؟
فبأي ميزان ومكيال قدر درجات الفضل؟)[1]
ثم يعقب على ذلك
بقوله:(فإن رخص للباقلاني في مخالفته فلم حجر على غيره؟)[2]
وهو يبين أن سبب
هذه الظاهرة، والتي لم يخلو منها عصر من العصور الإسلامية، غلبة الجهل، أو ما يسمى
بالجهل المركب، وخاصة ممن بضاعتهم الفقه المجرد، يقول في ذلك:(فإذا رأيت الفقيه الذي
بضاعته مجرد الفقه يخوض في التكفير والتضليل، فأعرض عنه، ولا تشغل به قلبك ولسانك،
فإن التحدي بالعلوم غريزة في الطبع لا يصبر عنه الجهل، ولأجله كثر الخلاف بين الناس)[3]
ويمثل لهؤلاء ببعض
المتكلمين في العقائد الذين كفروا عوام المسلمين، و(ضيقوا رحمة الله الواسعة على عباده،
وجعلوا الجنة وقفا على شرذمة يسيرة من المتكلمين)[4]
ولذلك يتشدد الغزالي
في شروط من له حق التكفير والتضليل حتى لا يبقى مشاعا بين العامة، أو من هو في حكمهم،
يقول الغزالي:(ولا ينكشف هذا إلا لقلوب طهرت عن وسخ أوضار الدنيا أولا، ثم صقلت بالرياضة
الكاملة ثانيا، ثم