نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 186
القاسمي: (ومن
هذه الآية: { إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً } استنبط الأئمة مشروعية
التقية عند الخوف، وقد نقل الإجماع على جوازها عند ذلك الإمام مرتضى اليماني في
كتابه [إيثار الحق على الخلق])[1]
وهو يشير بذلك
إلى قوله: (وزاد الحق غموضاً وخفاءً أمران: أحدهما: خوف العارفين ـ مع قلتهم ـ من
علماء السوء وسلاطين الجور وشياطين الخلق مع جواز التقية عند ذلك بنص القرآن،
واجماع أهل الإسلام، وما زال الخوف مانعاً من إظهار الحق، ولا برح المحق عدوّاً
لأكثر الخلق، وقد صحّ عن أبي هريرة أنّه قال في ذلك العصر الأوّل: حفظت من رسول
اللّه a وعاءين، أمّا أحدهما فبثثته في
الناس وأمّا الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم)[2]
ولم يخرج الشيعة عن إجماع
العلماء في ذلك، ولذلك أفتوا بما أفتى به سائر الأئمة، وربما يكون سبب شهرة التقية
عنهم ما تعرضوا له من البلاء طيلة التاريخ الإسلامي، مما لم تتعرض له سائر
المذاهب، ذلك أنهم كانوا يعتبرون من المعارضة، ولهذا اضطروا إلى حفظ أنفسهم
ودعوتهم من ظلم الظلمة.
وقد أشار إلى
هذه الضرورة العلامة المرجع الشيخ جعفر السبحاني في كتابه عن التقية، فقال: (الذي
دفع بالشيعة إلى التقية بين اخوانهم وأبناء دينهم إنّما هو الخوف من السلطات
الغاشمة فلو لم يكن هناك في غابر القرون ـ من عصر الأمويين ثمّ العباسيين
والعثمانيين ـ أي ضغط على الشيعة، ولم تكن بلادهم وعقر دارهم مخضّبة بدمائهم
والتاريخ خير شاهد على ذلك، كان من المعقول أن تنسى الشيعة كلمة التقية وأن تحذفها
من ديوان حياتها، ولكن ياللأسف إنّ كثيراً من إخوانهم كانوا أداة طيّعة بيد
الأمويين والعباسيين الذين