نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 127
الثاني ـ بيان
الدور الذي قام به الإيرانيون لنصرة العقيدة الإسلامية، والدعوة إليها من خلال
المتكلمين الذين ظهروا فيها عبر التاريخ، والذي تشكل أبحاثهم وكتبهم أكبر مصدر في
التراث الإسلامية للعقيدة والعلوم المرتبطة بها.
وبذلك فإن
النتيجة التي سنخلص إليها من خلال هذا الفصل هي أن الإيرانيين ليسوا متمسكين فقط
بالعقيدة الإسلامية، وإنما كان لهم دور كبير في نشرها، وصد الشبهات عنها، لا في
إيران وحدها، وإنما في العالم الإسلامي أجمع، وفي جميع الفترات التاريخية.
أولا ـ تمسك الإيرانيين بالعقائد
الإسلامية
لا نريد
بالعقائد الإسلامية هنا تلك العقائد الكثيرة التي ولدها الصراع المذهبي، والذي
أدخل الكثير من الفروع الفقهية والتاريخية ضمن العقائد مع أنه لا علاقة لها بها.
وإنما نريد بها
تلك العقائد التي قررها القرآن الكريم، والتي نص على مجموعها قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ
أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ
وَالنَّبِيِّينَ} [البقرة: 177]
وهي العقائد
التي اتفق أكثر العلماء على تقسيمها إلى ثلاثة أقسام:
1. الإلهيات، ويبحثون
فيها عن وجود الله والصفات التي يتنزه عنها، والصفات التي تجب له، وما يرتبط بذلك
من القضاء والقدر ونحوهما.
2. النبوات،
ويبحثون فيها الرسل الكرام وما يجب عليهم، وما يجوز في حقهم، وما يستحيل، كما
يبحثون عن براهين نبوتهم، وما يجب في حقهم من الطاعة والأدب ونحوهما.
3. السمعيات أو
الغيبيات: ويقصدون بها ما يتوقف الإيمان به على مجرد ورود السمع أو الوحي، وليس
للعقل في إثباتها أو نفيها مدخل كالملائكة والقيامة والجنة والنار، ونحوها.
وقد أشار إلى
هذه الأقسام، وانحصار العقائد الإسلامية فيها كل المتكلمين من أبناء
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 127