نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 98
ويقول
النورسي مبينا علمية الإيمان بالملائكة:(ان الكرة الارضية وهي واحدة من الأجرام
السماوية، على كثافتها وضآلة حجمها، قد اصبحت موطناً لما لا يحد من الاحياء وذوي
المشاعر، حتى لقد اصبحت أقذر وأخسّ الأماكن فيها منابع ومواطن لكثير من الأحياء،
ومحشراً ومعرضاً للكائنات الدقيقة. فالضرورة والبداهة والحدس الصادق واليقين
القاطع جميعاً تدل وتشهد بل تعلن أنّ: هذا الفضاء الواسع والسموات ذات البروج
والأنجم والكواكب كلها مليئة بالأحياء وبذوي الادراك والشعور)[1]
وهكذا، فإن
المربي الصادق لا يكتفي بتقرير الحقائق الغيبية مجردة، يكلف بها عقل المتلقي
تكليفا، بل يحاول أن يلطفها ويقوي رسوخها بما يبثه من أدلة، فإن إبراهيم u مع علمه بقدرة الله المطلقة على الإحياء طلب من الله
ما يزيد هذه الطمأنينة قوة ورسوخا، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ
رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى
وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ
فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ
ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾
(البقرة:260)
أما مجال
التصور، فإن الكثير من قضايا الإيمان الغيبي يمكن قياسه على ما خلق الله في الأرض
من ظواهر، من باب تقريب عالم الغيب من عالم الحس، ومثل ذلك قوله تعالى: ﴿
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً
قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ
فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (البقرة:25) أي
يشبه الشكل الشكل، ولكن الطعم غير الطعم، ومثل ذلك قوله a
في ذكر سدرة المنتهى:(فإذا ورقها كآذان الفيلة ونبقها مثل قلال هجر)[2]