نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 96
من الخدمات،
فالذين أنهوا وظائف حياتهم، يودّعون هذه الدار الفانية وهم مسرورون معنوياً، حيث
انهم ينقلون الى عالم آخر غير ذي قلق، خال من اوضار المادة واوصاب الزمان والمكان
وصروف الدهر وطوارق الحدثان، لينفسح المجال واسعاً لموظفين جدد يأتون للسعي في
مهامهم.. اما المواليد كافة ـ من حيوان وانسان ـ فهي سَوقة تجنيد عسكرية، وتسلُّم
سلاح، وتسنّم وظائف وواجبات، فكل كائن انما هو موظف وجندي مسرور، ومأمور مستقيم
راضٍ قانع...وأما الاصوات المنبعثة والاصداء المرتدة من ارجاء الدنيا فهي إما ذكر
وتسبيح لتسنم الوظائف والشروع فيها، أو شكر وتهليل ايذاناً بالانتهاء منها، أو
أنغام صادرة من شوق العمل وفرحته..
فالموجودات
كلها ـ في نظر هذا المؤمن ـ خدام مؤنسون، وموظفون أخلاّء، وكتبٌ حلوة لسيده الكريم
ومالكه الرحيم.. وهكذا يتجلى من ايمانه كثير جداً من أمثال هذه الحقائق التي هي في
غاية اللطف والسمو واللذة والذوق)
بعد هذا..
فإن الآثار العظيمة للإيمان بالغيب لا تتحقق إلا إذا لقيت طرحا سليما من المربي،
ونرى تقيد هذا الطرح بما يلي:
علمية الإيمان بالغيب:
نعم إن قضايا
الإيمان بالغيب لا يمكن إدراكها بالحس المجرد، ولا بوسائل الإدراك العادية، ومع
ذلك، فإن للعقل مجالا فيها، إما في التعرف على إمكانية وجودها، أو في تصور ما
يحمله الإيمان بالغيب من حقائق.
أما مجال
التعقل، فالقرآن الكريم يبرهن على الغيب بالأدلة العقلية الكثيرة، فيربهن على
البعث والقيامة بما يرى في الإنسان والأرض من آثار تدل على قدرة الله المطلقة
بإعادة الحياة، فالله هو المبدئ المعيد، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ
تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ
وَغَيْرِ
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 96