نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 92
ومثل ذلك:
الامتحان الذي يجريه الأستاذ لتلاميذه، فلو أنه وضع الإجابة المباشرة على السبورة،
ثم طلب منهم أن يجيبوا على أسئلته لما اختلفوا في نقل الإجابة مباشرة دون عناء،
ولما اختلف جهدهم في الإجابة عنها، ولما تميز المتفوق منهم والجاد من الغبي
والهازل، ولهذا قال تعالى: ﴿ وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ
وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ﴾ (الأنعام:8)
ولكن عالم
الغيب أو السمعيات ـ كمصطلح ـ قصر على ما لا يمكن الاستدلال عليه بالعقل المجرد،
وما كان في نفس الوقت في حيز الإمكان، فتخرج أبواب الألوهية والنبوات لانسجام
العقل مع النصوص في الدلالة عليها.
فلذلك يكتفى
في مثل هذه المسائل بالأدلة المعصومة، ويعزل العقل عن البت فيها بقول أو بدليل إلا
دليل الإمكان، ولهذا قال تعالى بعد ذكر كثر من الأخبار والقصص: ﴿ ذَلِكَ
مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ
يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ
يَخْتَصِمُونَ﴾ (آل عمران:44)، وقال تعالى: ﴿ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ
الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ
قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (هود:49)، وقال
تعالى: ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ
لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾ (يوسف:102)، وقال
تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا
لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض﴾ (الكهف:26)
ولهذا
الإيمان تأثيره النفسي والتربوي الكبير على الإنسان، بل إنه ينقله من عالم
البهيمية الذي تلقيه فيه غرائزه وأهواؤه إلى عالم الإنسانية الرفيع، يقول سيد قطب:(والإيمان
بالغيب هو العتبة التي يجتازها الإنسان، فيتجاوز مرتبة الحيوان الذي لا يدرك إلا
ما تدركه حواسه، إلى مرتبة الإنسان الذي يدرك أن الوجود أكبر وأشمل من ذلك الحيز
الصغير المحدد الذي تدركه الحواس - أو الأجهزة التي هي امتداد للحواس –
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 92