نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 88
فلذلك كان من
الحكمة أن يذكر المعروفين من الأنبياء، لأن غير المعروفين، قد تنكرهم الجماهير،
وقد تعتبرهم من أساطير الأولين، وقد حصل بعض هذا عندما أنكر البعض قصة عاد وثمود
لعدم ورودها في كتب أهل الكتاب.
ثم إن من
يريد أن يوضح مسألة أويقرب قضية من القضايا يحتاج إلى إيراد الأمثلة المبسطة
المعروفة عند من يخاطبهم، وإلا كان توضيحه إبهاما، وشرحه تعقيدا.
تمثيل حقيقة الإسلام:
فالله تعالى
يسوق القصص ليقرر حقيقة الإسلام ومتطلباته، فالرسل ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ هم
خير من يمثل الإسلام في أرقى درجاته، ولهذا يشرح الله تعالى حقيقة إسلام إبراهيم u بضرب الأمثلة عن ولائه التام لله، وإسلام وجهه كله
له.
فهو يدعو أقاربه
إلى الله، بكل ما أوتي من صنوف اللين، طامعا في إسلامهم، لكنه بمجرد أن تبينت له
عداوتهم لله تبرأ منهم، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ
إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا
تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ
لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ (التوبة:114)
وهو يشتاق
إلى الولد كسائر البشر ـ بعد أن يهجره قومه ويتركوه، بل يذيقوه ما تمكنوا منه من
بلاء ـ، فيقول: ﴿
إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾
وتأتيه
البشارة بعد عمر طويل: ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾
وبمجرد أن
يبشر به يؤمر بأن ينقل ابنه الرضيع مع أمه إلى بلد غير ذي زرع، كما قال تعالى:
﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ
عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ﴾ (ابراهيم:37)، فينقله، ويبعده عنه عمرا
طويلا.
بل يتركه في
موقف مأساوي أليم على قلب الأب الذي انتظر ابنه طويلا، وقد روي
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 88