نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 81
يمكن من تلك
الصفات، ليؤهله ذلك إلى التقرب من الله تعالى، فالمعرفة ـ كما يرى الغزالي ـ بذر
الشوق[1].
3 ـ السعي
إلى اكتساب الممكن من تلك الصفات والتخلق بها، والتحلي بمحاسنها، وبذلك يصر العبد (ربانيا)
متحققا بالقرب من ربه تعالى.
والغزالي
يجعل الحظ الأكبر في الوصول إلى هذه الدرجة هو تعظيم أسماء الله، فبقدر التعظيم
يكون الشوق، وبقدر الشوق يكون السلوك، يقول:(ولن يتصور أن يمتلئ القلب باستعظام
صفة واستشرافها إلا ويتبعه شوق إلى تلك الصفة وعشق لذلك الكمال والجلال وحرص على
التحلي بذلك الوصف إن كان ذلك ممكنا للمستعظم بكماله فإن لم يكن بكماله فينبعث
الشوق إلى القدر الممكن منه لا محالة)
ويرجع سبب
خلو القلب عن الشوق الدافع للعمل إلى سببين:
1 ـ ضعف
المعرفة واليقين بكون الوصف المعلوم من أوصاف الجلال والكمال.
2 ـ امتلاء
القلب بشوق آخر مستغرقا به.
ويشبه ذلك
بالتلميذ، فإنه إذا شاهد كمال أستاذه في العلم انبعث شوقه إلى التشبه والاقتداء به
إلا إذا كان مملوءا بالجوع مثلا، فإن استغراق باطنه بشوق القوت ربما يمنع انبعاث
شوق العلم.
ويخلص
الغزالي من هذا إلى وجوب تجرد الناظر في أسماء الله إلى الله حتى ينال حظه منها،
قال:(ولهذا ينبغي أن يكون الناظر في صفات الله تعالى خاليا بقلبه عن إرادة ما سوى
الله عز وجل، فإن المعرفة بذر الشوق)