نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 54
العقيدة الذي
لا تكمل العقيدة إلا به.
وهذا التحريف
يشبه إلى حد كبير ما وقع فيه اليهود عندما قال لهم موسى u ببساطة وتلقائية وهو يبلغهم عن أمر الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ (البقرة:67)، فتصوروا أنهم لن
يعرفوا البقرة إلا بعد أن يعرفوا لونها وطولها وعرضها وعملها وكسلها.
قال تعالى
مبينا هذه النزعة الجدلية التي لا تهتم بالحقيقة بقدر ما تهتم بتفاصيلها: ﴿
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ
إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا
تُؤْمَرُونَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ
إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ
النَّاظِرِينَ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ
الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ﴾
(البقرة:68 ـ 70) [1]
بل هو يشبه
ما وقع فيه بعض المفسرين الذي راحوا يبحثون في دجل أهل الكتاب وفي أحاديث القصاص
عن تفاصيل أعرض القرآن الكريم عن ذكرها، وكأن المعاني القرآنية لا تفهم إلا بشرحها
وتفصيلها مع أن القرآن الكريم نهى عن ترك الأصل والاعتبار والانشغال بالتفاصيل
التي قد لا تسمن ولا تغني من جوع، قال تعالى وهو يقص قصة أهل الكهف: ﴿
سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ
كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ
قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ
فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً﴾
(الكهف:22)
فنهى عن
أمرين كلاهما مما انحرف به هؤلاء عن المعاني القرآنية:
[1] وقريب من هذا ما
سأل بعض اليهود رسول الله a، كما قال مجاهد
قال: جاء يهودي فقال: يا محمد أخبرني عن ربك من أي شيء هو؟ من نحاس هو؟ أم من
لؤلؤ، أو ياقوت؟ قال، فجاءت صاعقة فأخذته، وأنزل اللّه: ﴿ وَيُرْسِلُ
الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ
وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ (الرعد:13)
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 54