نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 535
ولهذا أخبر السلف عن كثرة علوم القرآن الكريم،
وتشعبها، وأن فيها الغنى لمن استغنى بها وعرف كيف يستنبطها، قال ابن مسعود قال:(من
أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خبر الأولين والآخرين)، قال البيهقي:(يعني أصول
العلم)، وقال الإمام علي :(لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً من تفسير فاتحة الكتاب)
وقد ذكر الغزالي عن بعض العلماء قوله:(لكل آية ستون
ألف فهم وما بقي من فهمها أكثر)، وذكر عن آخرين قولهم:(القرآن يحوي سبعة وسبعين
ألف علم ومائتي علم إذ كل كلمة علم. ثم يتضاعف ذلك أربعة أضعاف إذ لكل كلمة ظاهر
وباطن وحدّ ومطلع)
ولا يبنبغي استغراب هذا الكلام، فالقرآن الكريم كلام
الله، وكلام الله لا يحاط به، كما أن الله تعالى لا يحاط به.
ولو شئنا مثلا تقريبيا لهذا، نقول: إن عدد حروف
الهجاء لا يجاوز في كل لغات العالم أعدادا محدودة، ولكن مع ذلك يمكن تكوين مئات
الآلاف من الكلمات من هذه الحروف المعدودة، فإذا أردنا المعاني، فإن العدد سيتضاعف
أضعافا كثيرة جدا، فإذا ضممنا إلى ذلك الجمل والفقرات، فإن التضاعف لا ينحصر أبدا.
وكذلك القرآن الكريم، بل هو أعظم من ذلك، ولكن هذه
المعاني لا يفهمها إلا من يحلل أبجدية القرآن الكريم، ويفك ما فيه من مفايتح
العلوم.
ولكنا لا نريد بعلوم الكتاب هذا العدد الضخم من
العلوم، إنما نريد به علوما محصورة لها أثرها إما في التزكية أو في الفهم.
ويمكن حصر العلوم التي حاولت استنباط علوم القرآن
الكريم إلى قسمين: أحدهما وسيلة للفهم عن الله، والثانية ثمرة لممارسة تلك
الوسيلة، أو أن أحدهما علوم وسائل، والثاني علوم مقاصد.
علوم وسائل:
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 535