نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 533
الأمة ـ أمة الإجابة أو أمة الدعوة ـ من غير العرب.
ب
ـ علوم الكتاب والحكمة
وهي القسم
الثاني من أقسام العلوم التي كلف الرسول a
وكلف أتباعه من بعده بإشاعتها وتعليمها الناس، وقد وردت في القرآن الكريم مرتبة
بترتيبين مختلفين:
الأول: تقديمها على التزكية، كما قال تعالى: ﴿
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (البقرة:129)، وفي ذلك إشارة إلى دور الكتاب
والحكمة في التزكية.
الثاني: تقديم التزكية عليها، كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (آل عمران:164)، وقال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي
بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ
قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (الجمعة:2)، وفي ذلك إشارة إلى دور التزكية
في الفهم الراقي للكتاب والحكمة، وكون ذلك الفهم مرتبطا بحصول التزكية، فالعلم
بالكتاب والحكمة وسيلة من وسائل التزكية، كما أنه ثمرة من ثمراتها.
وبما أن المقصد من هذين العلمين، كما تشير إليه هذه الآيات هذان الأمران:
التزكية: وهي ـ كما سيأتي ـ تربية الإنسان ليصبح أهلا لعبادة الله والتعرف
عليه.
الفهم: ليعرف الحقائق الكبرى المتجلية في العلم والحكمة.
فالأول عملي يصب في تربية الإنسان وإصلاحه، والثاني علمي يصب في ترقية
الإنسان ورفعه وتمثيل حقيقته.
ولذلك سنتحدث عن مراعاة هذين المقصدين في علوم الكتاب والحكمة:
علوم الكتاب
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 533