نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 52
الحقائق
المقررة في النصوص إلى ما يكتنفها من التعبير.
فالله تعالى
عندما يقول: ﴿ وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾
(القصص:88) يدعو إلى إفراده بالعبودية، لأن كل من عداه هالك في الحال أو في المآل،
لكن الانصراف عن مقصد النص ـ وهو نوع من التحريف ـ يجعل الآية وكأنها تقررا صفة
ذاتية لله اسمها (الوجه) تجعل كل من لم يسلم بها مبتدعا منحرفا ضالا، ثم تأمر
المؤمن بها أن يؤمن بحقيقتها وبوجودها من غير أن يعرف لها أي معنى أو أي دلالة.
ومثل ذلك
قوله تعالى: ﴿ أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ
فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ
عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ (طـه:39)، فالله
تعالى يخبر موسى u بأنه قد صنع على عين الله أي أن الله
رباه وحفظه وكفل له عناية خاصة.
ومثل ذلك
قوله تعالى: ﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ﴾ (هود:37)،
فالله تعالى يبشرهم بعنايته وحضوره من غير أن يقصد القرآن الكريم تقرير وصف خاص
لله اسمه (العيون) لا يدرى معناه ولا يفقه تفسيره.
ومثل ذلك ما
ورد في السنة من قوله a لمن شق آذان الأنعام محذرا إياه من غضب
الله:(موسى الله أَحَدُّ من موساك، وساعد الله أشد من ساعدك)[1]، فراح هؤلاء يثبتون به صفة الساعد، لأن الساعد مضاف إلى الله.
يقول سيد قطب
معلقا على أمثال هذه النصوص:(كل ما يرد في القرآن وفي الحديث من هذه الصور
والمشاهد إنما هو تقريب للحقائق التي لا يملك البشر إدراكها
[1] رواه الطبراني في الكبير، وفي
السنن بعضه، مجمع الزوائد: 4/32.
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 52