نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 478
ويمر a بالسوق والناس كَنَفَتَيْهِ[1]، فمر بِجَدْيٍ أَسَكَّ[2] مَيِّتٍ، فتناوله فأخذ بأذنه ثم قال:(أيكم
يحب أن هذا له بدرهم؟) فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء وما نصنع به؟ قال:(أتحبون أنه
لكم؟) قالوا: والله لو كان حياً كان عيباً أنه أَسَكّ فكيف وهو ميت! فقال:(فوالله
للدنيا أهون على اللَّه من هذا عليكم)
وقد اعتبر a المترف عبدا لترفه، فقال a
:(تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة! إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض)[3]
وكان a يحدد لهم مواضع الحاجات حتى لا تمتد أعينهم إلى ما
زاد عليها من أنواع الترف، فيقول a:(ليس لابن آدم
حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري عورته، وجلف الخبز والماء)[4]
وفسر a: ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ (التكاثر:1)،
فقال:(يقول ابن آدم: مالي مالي! وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو
لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟)[5]
فهذه النصوص
الكثيرة تبين عواقب الترف وخطورته، وكمالات القناعة والزهد، لأن الأعمال العظيمة
لا يقوم بها إلا من تخلص من عبوديته للدينار والدرهم والخميصة.
3 ـ خدمة المجتمع
وهي الأصل
الثالث من أصول المساهمة في تنمية المجتمع، وهي الناحية الإيجابية من تلك الأصول،
لأن ما سبق من الأصول تقتصر علاقته بالفرد من حيث وقايته