ولهذه
الخطورة التي تكمن في الترف على حياة الأفراد والمجتمعات كان a يخشى على أمته عواقب الترف، قال a:(أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة
الدنيا)، قالوا: وما زهرة الدنيا؟ قال:(بركات الأرض) وذكر الحديث[1].
وعندما قدم
أبو عبيدة بن الجراح بمال من البحرين، وسمعت الأنصار بقدومه وافوا صلاة الفجر مع
رَسُول اللَّهِ a، فلما صلى رَسُول اللَّهِ a انصرفوا فتعرضوا له فتبسم رَسُول اللَّهِ a حين رآهم ثم قال:(أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء
من البحرين؟) فقالوا: أجل يا رَسُول اللَّهِ. فقال a:(أبشِرُوا
وأمِّلُوا ما يَسُرُّكم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا
عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم)[2]
وقال أبو
سعيد الخدري : جلس رَسُول اللَّهِ a على المنبر
وجلسنا حوله فقال:(إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها)[3]
وقال a:(الدنيا حلوة خضرة، وإن اللَّه تعالى مستخلفكم فيها
فينظر كيف تعملون؟ فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء)[4]، وقال a:(إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال)[5]
وكان a نموذج الزاهد في الدنيا الراغب فيما عند الله، وكان
يقول:(اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة)[6]، وعن أبي ذر قال: كنت أمشي مع النبي a في حرة المدينة