نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 446
وهكذا نجد
الوصية بهؤلاء في القرآن الكريم في كل المواضع، ففي الاحتضار يقول تعالى مخاطبا
المحتضر، وهو يودع آخر ساعاته من الدنيا: ﴿ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ
أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا
لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً﴾ (النساء:8)
وعند غمرة
النصر يخاطب الله المؤمنين الذي بلوا لأجل الحصول على النصر، مذكرا لهم بحق
المستضعفين: ﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى
فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا
آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (الحشر:7)
بل إن الله
تعالى يوصي بهؤلاء المستضعفين، ولو كانوا سببا في أذى للمحسن إليهم، قال تعالى:
﴿ وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا
أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (النور:22)
ولهذا كان من
سنة رسول الله a الإحسان العظيم لهؤلاء، بل كان a يعيش وكأنه واحد منهم، بل كان a يدعو أن يكون واحدا منهم، قال a:(اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة
المساكين)[1]
قال ابن أبي
أوفى يصف رسول الله a: كان رسول الله a لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين
فيقضي حاجتهما.
وكان a يوصي بهؤلاء المستضعفين، فيقول:(أحب الأعمال إلى
الله من أطعم مسكينا من جوع أو دفع عنه مغرما أو كشف عنه كربا)[2]
[1] رواه عبد بن
حميد، وابن ماجة والطبراني في الكبير، والضياء.