وما ذكره ابن
الحاج نراه ـ للأسف ـ في مجتمعاتنا التي أحيت الطبقية الجاهلية، فميزت بين الناس
على أسس ليس للشرع فيها نصيب.
وقد ذكر ابن
العربي أنواع المجالس، ومن يتصدر فيها، فقال:(الأول مجلس a
يفسح فيه بالهجرة والعلم والسن. الثاني مجلس الجمعات يتقدم فيه بالبكور إلا ما يلي
الإمام، فإنه لذوي الأحلام والنهى. الثالث: مجلس الذكر يجلس فيه كل أحد حيث انتهى
به المجلس. الرابع مجلس الحرب يتقدم فيه ذوو النجدة والمراس من الناس. الخامس مجلس
الرأي والمشاورة يتقدم فيه من له بصر بالشورى)[2]
وما ذكره حسن
وقوي، يمكن أن يستشهد له بالشواهد الكثيرة، كقوله تعالى: ﴿ يَرْفَعِ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ
بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ (المجادلة:11) فيرتفع المرء بإيمانه أولا، ثم
بعلمه ثانيا.
وقد أرشد
القرآن الكريم إلى بديل عن إقامة أي شخص، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا
يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ﴾ (المجادلة:11)، فهذا أمر بتحسين الأدب في مجالسة رسول الله a، حتى لا يضيقوا عليه المجلس، وأمر المسلمين بالتعاطف
والتآلف حتى يفسح بعضهم لبعض، حتى يتمكنوا من الاستماع من رسول الله a والنظر إليه. قال قتادة ومجاهد:(كانوا يتنافسون في
مجلس النبي a، فأمروا أن يفسح بعضهم لبعض)
طرح الوسادة
للزائر:
ومثل ذلك في
عصرنا أن يجلسه كرسيا وثيرا، أو في موضع لائق جميل، وقد كان