وهو من أهم
آداب المجالسة، لأن الجليس إن شعر بالمهانة،أو لم يشعر بما يستحقه من احترام قد
يصرفه عن جليسه، فلا يفيده ولا يستفيد منه، فتضيع بذلك أهم مقاصد المجالس.
واحترام
الجليس سنة رسول الله a، فقد كان يكرم جلساءه إكراما لا حدود له،
وعن ابن عباس قال:(أعز الناس علي جليسي الذي يتخطى الناس إلي، أما والله إن الذباب
يقع عليه فيشق علي)، وسئل:(من أكرم الناس عليك؟ قال: جليسي حتى يفارقني)، وروي عنه
قوله:(ثلاثة لا أقدر على مكافأتهم ورابع لا يكافئه عني إلا الله تعالى، فأما الذين
لا أقدر على مكافأتهم: فرجل أوسع لي في مجلسه، ورجل سقاني على ظمإ، ورجل أغبرت
قدماه في الاختلاف إلى بابي، وأما الرابع الذي لا يكافئه عني إلا الله عز وجل فرجل
عرضت له حاجة فظل ساهرا متفكرا بمن ينزل حاجته وأصبح فرآني موضعا لحاجته، فهذا لا
يكافئه عني إلا الله عز وجل، وإني لأستحي من الرجل أن يطأ بساطي ثلاثا لا يرى عليه
أثرا من أثري)
ومن مظاهر
احترام الجليس التي وردت بها النصوص:
أن لا يقام من
مجلسه:
لأن من جلس
في محل صار حرما له، فلا يقام عنه إلا بإذنه، وبطيب نفس منه، قال a:(لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن
تفسحوا وتوسعوا)[1]،