نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 389
ذلك امتنع
بعضهم عن أصل الإِجابة وقال: انتظار المرقة ذل، وقال آخر: إذا وضعت يدي في قصعة
غيري فقد ذلت له رقبتي، ومن المتكبرين ممن يجيب الأغنياء دون الفقراء وهو خلاف
السنّة.
ومن أهم
مظاهر احترام الضيف أن لا يميز بين غني وفقير، لأنه إن ميز بينهما كان احترامه
للمال لا للضيف، فقد كان رسول الله a يجيب دعوة العبد
ودعوة المسكين.
ومر الحسن بن
علي بقوم من المساكين الذين يسألون الناس على قارعة الطريق وقد نشروا كسراً على
الأرض في الرمل، وهم يأكلون وهو على بغلته فسلم عليهم فقالوا له: هلم إلى الغداء
يا ابن بنت رسول الله a فقال:(نعم، إن الله لا يحب المستكبرين)،
فنزل وقعد معهم على الأرض وأكل، ثم سلم عليهم وركب وقال: قد أجبتكم فأجيبوني،
قالوا: نعم، فوعدهم وقتاً معلوماً فحضروا فقدّم إليهم فاخر الطعام وجلس يأكل معهم.
الخفة وعدم
التكلف:
وهي أصل من
أصول هذا الباب يشير إليه قوله تعالى: ﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ
مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾ (صّ:86)، أي وما أريد على
ما أرسلني اللّه تعالى به، ولا أبتغي زيادة عليه، بل ما أمرت به أديته، لا أزيد
عليه ولا أنقص منه.
وهذا لا
يقتصر فقط على هذا الباب، بل يشمل جميع حياة المسلم، قال مسروق: أتينا عبد اللّه
بن مسعود فقال:(يا أيها الناس من علم شيئاً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: اللّه
أعلم، فإن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم: اللّه أعلم، فإن اللّه عزَّ وجلَّ
قال لنبيكم a: ﴿ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾ (صّ:86))[1]، وعن ابن عمر قال: خرج رسول الله aفي
بعض أسفاره، فسار ليلا فمروا على رجل جالس