نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 377
النبوي
المتأدبون بآدابه، لا من انحرف عنه، قال مستدركا على كلامه السابق:(لكن بشرط أن
يكون محافظا على اتباع السنة في ذلك كله فليحذر أن يزور أحدا من أهل البدع، وممن
لا خطر له في الدين إلا بالتمويه، وبعض الإشارات، والعبارات)
ويذكرعن بعض
الأدعياء في عصره ممن يكثر الناس زيارتهم، مع أنه لا حظ لهم من الدين ولا الخلق
قال:(مع أنه قد قل في هذا الزمان من يضطر إلى ذلك من المدعين بل قد تجد بعض من
ينتسب إلى العلم يقعد بين يدي بعض من يدعي الفقر والولاية، وهو مكشوف العورة، وقد
تذهب عليه أوقات الصلاة، وهو لم يصل، ويعتذرون عنه بأنه يحزب على نفسه. وقد رأيت
بعض الفقراء الصلحاء رحل إلى زيارة شخص من هذا الجنس نحو ثلاثة أيام، أو أربعة حتى
اجتمع به، وهو عريان ليس عليه شيء يستره، وبين يديه بعض قضاة البلد، ورؤسائها،
وهذا أمر شنيع في الدين، وقلة حياء من عمل الذنوب، وارتكاب مخالفة السنة، وترك
الفرائض إذ أن كشف العورة محرم، وكذلك النظر إليها، وإخراج الصلاة عن وقتها محرم
اتفاقا فيرتكبون محرمات جمة، وهذا إنما هو تمثيل ما، وإلا فالمفاسد التي تعتورهم
في ذلك أكثر من أن تحصر، أو ترجع إلى قانون معروف في الغالب)[1]
وحكي عن بعض
السلف أنه أثني عنده على شخص كان في وقته فخرج هو، ومن أثنى عليه إلى زيارته،
ودخلا المسجد الذي كان يصلي فيه فلم يجداه فجلسا ينتظرانه فلما أن جاء، ودخل
المسجد تنخم، وبصق فيه، فخرج هذا السيد، ولم يسلم عليه، وخرج معه الشخص الذي كان
أثنى عليه فقال له: لم خرجت، ولم تسلم عليه فقال له: إذا كان إنسان لم يأتمنه الله
تعالى على أدب من آداب الشريعة فكيف يأتمنه على سر من أسراره.