نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 310
على نمط واحد على الدوام مدة مديدة ومشاهدة ذلك في المخالطين والمعارف)[1]
فإذا كانت هذه السلوكيات مع انحرافها وخروجها عن الفطرة والطبيعة الإنسانية
قد رسخت في قلوب أصحابها هذا الرسوخ فكيف لا يرسخ الحق والخير والجمال، وهو من
مقتضيات الجبلة وطبيعتها؟
ولعله لأجل هذا قال تعالى في تأثير الصلاة بالمداومة عليها: ﴿ اتْلُ
مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
مَا تَصْنَعُونَ﴾ (العنكبوت:45)
فقد أخبر بأن الصلاة بذاتها بشرط القيام بها ـ وهو يعني أول ما يعني
المحافظة عليها ـ سيكون له تأثيره لا محالة في نهي صاحبها عن الفحشاء والمنكر.
سياسة
النفس
وهي الركن الثاني من أركان التخلق، وقد يحسبه البعض توجها من التوجهات، أو
مدرسة من مدارس السلوك ـ كما سنذكر عن ابن القيم ـ ولكنه في الحقيقة لا يغني الركن
الأول عن الثاني، ولا الثاني عن الأول، وإن كان قد أسيء فهم الركن الأول بسبب عدم
ضبطه بالضوابط الشرعية.
ولشرح هذا الركن وكيفيته نذكر مقالة ابن القيم وتعظيمه لهذا الركن، فقال
مقدما لحديثه عن هذا الركن:(فصل نافع جدا عظيم النفع للسالك يوصله عن قريب ويسيره
بأخلاقه التي لا يمكنه إزالتها، فإن أصعب ما على الطبيعة الإنسانية تغيير الأخلاق
التي طبعت النفوس عليها)[2]
وهو يرد على من اجتهد في الرياضات الصعبة من غير الحصول على طائل،