نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 275
عنهم إلى صف النعال، فذلك هو الذي يخرج خبث الكبر من الباطن)[1]
الغضب
ينطلق العلاج
العملي لانحراف الغضب من مواجهة أسباب الغضب بما يضادها، كما ذكرنا في الكبر ـ قال
الغزالي:(وكل خلق من هذه الأخلاق وصفة من هذه الصفات يفتقر في علاجه إلى رياضة
وتحمل مشقة، وحاصل رياضتها يرجع إلى معرفة غوائلها لترغب النفس عنها وتنفر عن
قبحها، ثم المواظبة على مباشرة أضدادها مدة مديدة حتى تصير بالعادة مألوفة هينة
على النفس، فإذا انمحت عن النفس فقد زكت وتطهرت عن هذه الرذائل)[2]
وهذا يستدعي في كثير من الأحيان أعوانا يستعان بهم على دفع هذا الانحراف،
ويروي المعتمر بن سليمان من ذلك أنه كان رجل من الأمم السالفة يغضب فيشتدّ غضبه
فكتب ثلاث صحائف وأعطى كل صحيفة رجلاً وقال للأول: إذا غضبت فأعطني هذه، وقال
الثاني: إذا سكن بعض غضبـي فأعطني هذه، وقال الثالث إذا ذهب غضبـي فأعطني هذه،
فاشتد غضبه يوماً فأعطي الصحيفة الأولى فإذا فيها (ما أنت وهذا الغضب إنك لست بإله
إنما أنت بشر يوشك أن يأكل بعضك بعضاً)، فسكن بعض غضبه، فأعطي الثانية فإذا فيها (ارحم
من في الأرض يرحمك من في السماء)، فأعطي الثالثة فإذا فيها (خذ الناس بحق الله
فإنه لا يصلهم إلا ذلك)
ويروى أن المهدي غضب على رجل فقال شبـيب:(لا تغضب لله بأشد من غضبه لنفسه)،
فقال: خلوا سبـيله.
ومما يعين على هذا انشغال القلب بالمهمات التي تصرفه عن غضبه، وعما