responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 261

والشماتة وغير ذلك مما قد يقابل به، بخلاف ما لو أمسك غضبه وتعامل تعاملا عقلانيا مع ما استدعاه غضبه.

يقول الغزالي:(وهذا يرجع إلى تسليط شهوة على غضب وليس هذا من أعمال الآخرة ولا ثواب عليه، لأنه متردد على حظوظه العاجلة يقدم بعضها على بعض، إلا أن يكون محذوره أن تتشوش عليه في الدنيا فراغته للعلم والعمل وما يعينه على الآخرة فيكون مثاباً عليه)[1]

وما ذكره الغزالي ـ هنا ـ مهم في علاج الانحراف بما يقتضيه ضده، فتعالج حدة الغضب بالشهوة التي تقلل أثره، وتحد من خطره، كما تقلل الشهوة الجارفة بالغضب الذي يستدعي النخوة وحماية العرض.

حاله عند الغضب: فيتفكر في حاله عند الغضب من ذهاب وقاره واحترامه وصيرورته محلا للسخرية والاستهزاء، بل يتحول في حال غضبه من الإنسان اهادئ الوقور إلى صورة لا تختلف كثيرا عن صورة الكلب العقور، قال الغزالي:(ويتفكر في قبح الغضب في نفسه ومشابهة صاحبه للكلب الضاري والسبع العادي، ومشابهة الحليم الهادي التارك للغضب للأنبـياء والأولياء والعلماء والحكماء، ويخير نفسه بـين أن يتشبه بالكلاب والسباع وأراذل الناس وبـين أن يتشبه بالعلماء والأنبـياء في عادتهم لتميل نفسه إلى حب الاقتداء بهؤلاء إن كان قد بقي معه مسكة من عقل)[2]

العلاج التفصيلي: ونريد به ـ ما ذكرنا سابقا ـ من أنه العلاج الذي ينظر إلى الأسباب الداعية لهذا النوع من الانحراف، وهي في عادتها شبه ناتجة عن أخطاء فكرية ابتدعتها النفس أو انتشرت في المجتمع، فتلقاها من تلقاها تليقنا وتقليدا، بل قد يظن الكمال في


[1] إحياء علوم الدين:3/173.

[2] إحياء علوم الدين:3/173.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست