responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 259

حق، ويشير إليه ما روي عن أم سلمة قالت: كان رسول الله a في بيتي وكان بيده سواك فدعا وصيفة له أو لها حتى استبان الغضب في وجهه وخرجت أم سلمة إلى الحجرات فوجدت الوصيفة وهي تلعب ببهيمة، فقالت أراك تلعبين بهذه البهيمة ورسول الله a يدعوك فقالت:(لا والذي بعثك بالحق ما سمعتك)، فقال رسول الله a:(لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك)[1]، وفي رواية:(لضربتك بهذا السواك)، فقد جعل a مخافة القصاص يوم القيامة سببا يمنعه من إيلام هذه الخادم.

ولهذا كان a يعلاج ما ستعرض له الخدم والمستضعفون من سوء المعاملة بتذكير أهليهم وسادتهم بالقصاص يوم القيامة، عن أبي مسعود البدري قال: كنت أضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي: اعلم أبا مسعود فلم أفهم الصوت من الغضب فلما دنا مني إذا هو رسول الله a فإذا هو يقول: اعلم أبا مسعود أن الله تعالى أقدر عليك منك على هذا الغلام، فقلت لا أضرب مملوكا بعده أبدا)[2]، وفي رواية: فقلت:(يا رسول الله هو حر لوجه الله تعالى) فقال:(أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار)

وعن عائشة أن رجلا قعد بين يدي رسول الله a فقال: إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأشتمهم وأضربهم فكيف أنا منهم، فقال رسول الله a:(إذا كان يوم القيامة يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم، فإن كان عقابك بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل)، فتنحى الرجل وجعل يهتف ويبكي، فقال له رسول الله a:(أما تقرأ قول الله تبارك وتعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ


[1] رواه أبو يعلى.

[2] رواه مسلم وغيره.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست