نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 25
عليك، رفعت
الأقلام وجفت الصحف)، وقوله a:(واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما
أصابك لم يكن ليخطئك)
ففيها يخبر
رسول الله a ابن عباس بأن الله هو الحفيظ الذي يحفظ
العبد من كل طوارق السوء، وأنه ـ لذلك ـ لو اجتمعت كل القوى على أن تضر من حفظه
الله، فلن تستطيع، ولو اجتمعت على عكس ذلك بأن تنفعه لم تستطع، لأن الله هو النافع
الضار، وهذا ما يجمع شتات الإنسان وهمته فلا يخاف إلا الله، ولا يرجو إلا الله.
ولهذا يخبرنا
القرآن الكريم أنه لا يشعر بالأمن الحقيقي إلا المؤمن الذي شغل قلبه بالله، ولم
يشتت قلبه بين الشركاء، قال تعالى:﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا
إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ (الأنعام:82)،
وفي ذلك إشارة إلى أن مصدر المخاوف هو الشرك، واشتغال القلب بغير الله.
وكلما اشتد
الشرك وعظم عظمت المخاوف، وكلما نقص الشرك أو تلاشى نقصت المخاوف أو تلاشت، فمعرفة
الله والتوجه إليه هي بر الأمان، وهي سفينة نوح التي من ركبها لم تغرقه الأمواج،
وهي ظل الله الذي يحتمي به من أحرقته شموس الرعب.
وقد أخبر
تعالى في آية أخرى أن الشرك هو مصدر الرعب، وأنه عقوبة إلهية تقتضيها طبيعة الكفر،
فقال تعالى: ﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا
أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ
وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾ (آل عمران:151)، فقد أخبر تعالى أن مصدر
خوفهم هو شركهم بالله.
وفي مقابل
ذلك ذكر الله تعالى مواقف المؤمنين الصادقين الذين ملأوا قلوبهم بالله، فرزقهم
الأمن التام، والسكينة المطلقة، فهذا إبراهيم u وحده في الأرض يوحد الله، ووحده في الأرض يعبد الله، وتدعوه غيرته على
أن يعبد غير الله، ورأفته على
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 25