نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 245
جعله الله تعالى ليكون تمهيداً لمرحلة البلوغ والتي يمكن أن تحدث فيها عملية
الزواج)
وانطلاقا من هذا، فإن أهم ما يحمي الولد من الانحراف الجنسي هو توعيته بأحكامه
الشرعية وآثارها النفسية والاجتماعية والصحية، وآاثرها في علاقته مع ربه.
وقد رأينا في الجزء الخاص بأساليب التربية كيف عالج a الشاب الذي أراد أن يؤذن له
في هذا النوع من الانحراف، فقال a:(أترضاه لأمك؟!)،
قال: لا، قال رسول الله a:(فإن الناس لا
يرضونه لأمهاتهم)، قال:(أترضاه لأختك؟!)، قال: لا، قال:(فإن الناس لا يرضونه
لأخواتهم)[1]، وهكذا صار الزنى
أبغض شيء إلى ذلك الشاب فيما بعد، بسبب هذا الإقناع العقلي.
فلذلك يمكن أن يعرف الولد في مراحل تمييزه عن مخاطر الزنى، بحيث يقبح في
نفسه قبحا شديدا، لا يمكن للمغريات ولا للوسائل الحديثة مهما بلغ تفننها أن تؤثر
فيه.
وقد شهد أساتذة الصحة النفسية على مدى تأثير الوعي الإيماني في الحماية من
هذا الانحراف، يقول د. حامد زهران أستاذ الصحة النفسية:(إن علينا كمربين أن نعرف
أن الأطفال يصلهم معلومات من زملائهم في المدرسة والشارع.. وقد يقرأون كتبا بها
أفكار مشوهة، وقد يطلعون في عصرنا الحالي علي مصادر سيئة في الإنترنت، وهناك ايضا
القنوات الفضائية، علينا أن نعلم أطفالنا آداب السلوك الجنسي. إن أقرب العلوم
للتربية الجنسية هي التربية الدينية، لأن الدين يعترف تماما بالغريزة الجنسية وينظم
السلوك الجنسي تماما من الناحية الدينية قبل أي شيء آخر، ولهذا فالمفروض أن نهتم
بتعليم أحكام الدين.. وحدود الله فيما يتعلق بالسلوك الجنسي والحلال والحرام فيه..
ومن هنا سنجد أن الإطار الذي نتحدث عنه سوف يؤدي إلي نتائج أفضل من إهماله)