نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 243
وهو نهج يرفض في نظمه الأخلاقية كل سلوك يعيق تقدمه أياً كان مصدره وينعته
بالأخلاق البرجوازية، وقبح الشيء وحسنه يتحدد فقط بالنظر إلى مردوده على طبقة
البروليتاريا على حد تعبيرهم.
وانطلاقاً من هذه النظرة انحرف المؤمنون بهذه العقائد في كل شعاب السلوكيات
المتردية، فأشاعوا حالة الخوف الدائم، وأفسدوا بالمرتبات الكبيرة والامتيازات رجال
الجيش والبوليس والأجهزة السياسية والأفراد المطيعيين من طبقة المثقفين، وأسكتوا
قمعاً كل صوت مقاوم.
وفي كتاب مدرسي عن الأخلاق الماركسية معد للمدارس الثانوية في المجر سنة
1978 م، يقول:(إن الطفل ابناً كان أو بنتاً لا يصح بحال أن يُقدم على قتل أمه إلا
إذا أصبحت خائنة للطبقة العاملة..)[1]
وخيانة الطبقة العاملة ـ في تصور هذه العقيدة ـ هي إبداء النقد لسلوكيات
الفكر الاشتراكي وأئمته أو التعامل معه بشيء من الحذر والحيطة، والأمانة الأخلاقية
في زعمهم هي الفناء في شخصية القيادة الماركسية، والدينونة لمقولاتها، وتكريس
عبادتها، ولعلنا لاحظنا جميعاً كيف أن الشعب الكوري الشمالي أحتشد حول صنم الزعيم
الكوري غداة هلاكه ساجداً راكعاً، بل إن من الحجارة من اكتسب شيئاً من القداسة في
كوريا لكونه حظى بجلسة من رائد الفكر الاشتراكي الكوري ؛ ففي تابوت زجاجي بساحات
أحد المصانع بكوريا الشمالية عرض حجر بداخله، ومكتوب عليه هذه العبارة:(الحجر الذي
جلس عليه الرفيق الحبيب المبجل عندما كان يتحدث)[2]
انطلاقا من هذا نحاول أن نذكر هنا بعض النماذج عن كيفية استعمال هذا
[1] انظر علي عزت
بيكفوتش: الإسلام بين الشرق والغرب / 206 بتصرف.
[2] انظر علي عزت
بيكفوتش: الإسلام بين الشرق والغرب / 207.
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 243