نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 237
الفكرة، وهي خطيرة جدا لا بما تحمله من يأس فقط، وإنما لأنها تضاد دعوة
الرسل ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ الذين كان من أهم وظائفهم التزكية التي تعني
تطهير عباد الله من رذائل الأخلاق، وتحليتهم بمحاسنها، كما ذكر تعالى ذلك في مواضع
من القرآن الكريم، قال تعالى:
﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ
رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (البقرة:129)،
وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ
اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (آل
عمران:164)، وقال تعالى: ﴿
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ
آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا
مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ (الجمعة:2)
ومن الأدلة التي ذكرها الغزالي للقائلين بأن الأخلاق لا تتغير بطريق
الرياضة:
1 ـ أن الخُلُق هو صورة الباطن كما أن الخَلْق هو صورة الظاهر، فالخلقة
الظاهرة لا يقدر على تغيـيرها فالقصير لا يقدر أن يجعل نفسه طويلاً، ولا الطويل
يقدر أن يجعل نفسه قصيراً، ولا القبـيح يقدر على تحسين صورته، فكذلك القبح الباطن
يجري هذا المجرى.
2 ـ أن حسن الخلق لا يكون إلا بقمع الشهوة والغضب، والتجربة تدل على استحالة
هذا، لأنهما من مقتضيات المزاج والطبع.
والرد على هذا من النصوص لا يمكن استيفاؤه ـ هنا ـ لأن كل النصوص الحاضة على
التخلق بالأخلاق الحسنة أو الناهية عن الأخلاق السيئة ترد على هذا، لأن الشرع لا
يأمر بالمستحيل، وقد قال تعالى:
﴿ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا
وُسْعَهَا﴾ (البقرة:233)، وقال تعالى: ﴿ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا
لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَت﴾ (البقرة:286)، وقال
تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ﴾
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 237