نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 112
وأول ما يبدأ به هذا البرنامج ما ذكرناه في أسلوب القدوة من أن يكون المربي
ربانيا، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولولا قيام محمد بن سوار الليل لما تنبه التستري
إلى حاله الإيمانية التي جعلته مطيعا مستسلما لتوجيهه.
فلذلك كان
لهج المربي بذكر الله وبذكر محبته لله وتعظيمه لله ودعائه لله أن يرزقه محبته كما
كان يفعل رسول الله a كفيل بأن يجعل من هذا المعنى العظيم هدفا
نبيلا يسعى الولد للتحقق به.
زيادة على هذا، فإن هناك بعض الأساليب التي يمكن استخدامها لتعميق محبة الله
في قلب الولد منذ نعومة أظفاره، منها:
التعريف بعظمة الله وصفات
كماله:
لأن كل كمال محبوب عند الفطرة السليمة، ويتحقق ذلك عن طريق التعريف بصفات
الله وأسمائه الحسنى مع بيان حقائقها ومظاهرها وتعميق معانيها، فمن عرف الله تعالى
أحبّه لا محالة، وهذا مشاهد في الواقع مع الخلق في تميز بعضهم على بعض ببعض القوى
التي لا تنفع ولا تضر، ومع ذلك نرى الخلق مأسورين في هواهم لا يملكون من أمرهم
شيئا.
ويذكر الغزالي مثلا معاصرا له،وهو ما يفعله المتعصبون للمذاهب من مظاهر تدل
على مدى حبهم لأئمتهم، فقال:(حتى أنّ الرجل قد يجاوز به حبه لصاحب مذهبه حدّ العشق
فيحمله ذلك على أن ينفق جميع ماله في نصرة مذهبه والذب عنه ويخاطر بروحه في قتال
من يطعن في إمامه ومتبوعه، فكم من دم أريق في نصرة أرباب المذاهب)[1]
وهذا الحب المفرط البالغ درجة العشق لا يرتبط بحب الصورة، وإنما بحب