نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 109
(التوبة:99)
وهكذا جميع
أعمال البر لا يستقيم أمرها، ولا ينتفع بها ما لم تكن مصحوبة بعبادات قلبية تتوجه
بها حقيقة إلى الله، لتنفي عنها الطقوسية الحرفية التي تحيل العبادات أجسادا بلا
روح.
1 ـ عبودية الحب
أول عبودية
يسعى المربي لغرسها في قلب الولد، هي عبودية الحب، حب الله وحب الرسول a وحب الصالحين وحب دينه، كما قال a:(كان داود يقول: اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك،
والعمل الذي يبلغني حبك؛ اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد)[1]
وهذا يستدعي تركيز المربي على عبودية المحبة قبل أي عبودية أخرى، لأن حقيقة
الإسلام السامية تبدأ من الحب لله، ومن الأنس بالله، فلا تكمل عبادة ولا يطهر سلوك
إلا إذا استقى من بحر الحب، وقد قيل لعبد الواحد بن زيد: هاهنا رجل قد تعبد خمسين
سنة، فقصده فقال له: يا حبـيب أخبرني عنك هل قنعت به؟ قال: لا، قال أنست به؟ قال:
لا، قال: فهل رضيت عنه؟ قال: لا، قال: فإنما مزيدك منه الصوم والصلاة؟ قال: نعم،
قال: لولا أني أستحي منك لأخبرتك بأن معاملتك خمسين سنة مدخولة.
ولهذا قال
ابن القيم:(فلو بطلت مسألة المحبة لبطلت جميع مقامات الإيمان والإحسان، ولتعطلت
منازل السير إلى الله فإنها روح كل مقام ومنزلة وعمل فإذا خلا منها فهو ميت لا روح
فيه ونسبتها إلى الأعمال كنسبة الإخلاص إليها بل هي حقيقة الإخلاص بل هي نفس
الإسلام فإنه الاستسلام بالذل والحب والطاعة لله فمن لا محبة