نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 192
فقال:(اعلم أن معنى قولنا رحمه الله: أي ثبته الله على
الإسلام الذي هو سبب الرحمة وعلى الطاعة، ولا يمكن أن يقال ثبت الله الكافر على ما
هو سبب اللعنة فإن هذا سؤال للكفر وهو في نفسه كفر، بل الجائز أن يقال: لعنه الله
إن مات على الكفر، ولا لعنه الله إن مات على الإسلام. وذلك غيب لا يدرى، والمطلق
متردد بـين الجهتين ففيه خطر، وليس في ترك اللعن خطر وإذا عرفت هذا في الكافر فهو
في زيد الفاسق أو زيد المبتدع أولى، فلعن الأعيان فيه خطر لأن الأعيان تتقلب في
الأحوال إلا من أعلم به رسول الله a فإنه يجوز أن
يعلم من يموت على الكفر)[1]
ويؤيد ما ذكره الغزالي ما ورد في الحديث الصحيح من أنه a أتي
بشارب خمر مرارا، فقال بعض من حضره:(لعنه الله، ما أكثر ما يؤتى به)، فقال النبي a:(لا
تكونوا عون الشيطان على أخيكم)[2] فاعتبر
لعنته إعانة للشيطان وخدمة له.
ولهذا نهي a أن يدعو أحد على
أعدائه لاحتمال إسلامهم، ففي غزوة أحد عندما كسرت رباعيته a، وشج
في رأسه، فجعل يسلت الدم عنه ويقول:(كيف يفلح قوم شجوا رأس نبيهم وكسروا رباعيته
وهو يدعوهم إلى الله تعالى)، فأنزل الله تعالى:﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ
الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ
ظَالِمُونَ﴾ (آل عمران:128))[3]
ولهذا كان a يستبدل الدعاء
على قومه بالدعاء لهم، بل كان ذلك سمته الدائم، فعن ابن مسعود قال: كأني أنظر إلى
رسول الله r يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح
الدم عن وجهه ويقول:(رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)[4]، فالحاكي
في هذا