نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 19
صار الزنى أبغض شيء إلى ذلك الشاب فيما بعد، بسبب هذا
الإقناع العقلي.
ومثل ذلك ما ورد في قصة معاوية بن الحكم حيث قال: بينما
أنا أصلي مع رسول الله a إذ عطس رجل من
القوم فقلت:(يرحمك الله)، فرماني القوم بأبصارهم فقلت:(ما شأنكم تنظرون إلي)، فجعلوا
يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني سكت، فلما صلى رسول الله a، فبأبي
هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما نهرني ولا
ضربني ولا شتمني، قال:(إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي
التسبيح والتكبير وقراءة القرآن)[1].
ولا يكتفي المربي بهذا، بل يحاول أن يجد البدائل التي
تتناسب مع حاجة من يربيه، ليكون له في الحلال ما يغنيه عن الحرام.
وهذا هو أسلوب العلماء المحققين، قال ابن القيم:(وهذا
لا يأتي إلا من عالم ناصح مشفق، قد تاجر مع الله، وعامله بعلمه، فمثاله في العلماء
مثال الطبيب العالم الناصح في الأطباء، يحمي العليل عما يضره، ويصف له ما ينفعه،
فهذا شأن أطباء الأديان والأبدان)
بل هذ هو أسلوب الرسل ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ في
تربيتهم الخلق، قال a:(ما بعث الله من نبي إلا كان حقا عليه أن
يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم)
وقد ورد في السنة الكثير مما يدعم هذا، ومنه أن النبي a منع
بلالا أن يشتري صاعا من التمر الجيد بصاعين من الردئ سدا للذريعة إلى الربا في أي
صورة من صوره، ثم أمره أن يبيع الرديء الذي عنده بالدراهم، ثم يشتري بالدراهم
الجيد الذي يريده،