نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 144
من الدين، بل هما الدين نفسه:
أما الأولى فهي الفقه، حيث غلب التقيد وصار أصلا، وصارت
الأمة بسببه فرقا وطوائف، وكل ذلك من المبالغة في تعظيم الرجال ولو على حساب الحق،
قال الشيخ الخضري:(فقلما تجد علماء مذهب إلا وصفوا إمامهم بأنه: إمام الأئمة غير
مدافع، وذكروا له من الصفات، ما يجعله من المجلين في ميدان الفقه، والاستنباط،
وربما تطرف بعضهم، فنال من بعض الأئمة المخالفين)[1]
بل لقد ذهب بعضهم، كما قال الحجوي، إلى (أن المهدي
المنتظر، إذا ظهر، بل عيسى بن مريم، إذا نزل آخر الزمن، فإنما يقلدان أبا حنيفة،
ولا يخالفانه في شيء)[2]
أما الثانية، فهي الفكر العقدي، والذي تحول في عصور
الانحطاط، أقرب إلى الخرافية منه إلى الاعتقاد السليم، بسبب مبالغته في تفسير أمور
غيبية توقيفية، على نحو ما صنعه الباجوري في تفسير العرش، حيث قال:(هو جسم نوراني،
علوي، عظيم، قيل من نور، وقيل من زبرجد، وقيل من ياقوتة حمراء.. هو قبة فوق
العالم، ذات أعمدة أربعة، تحمله أربعة من الملائكة في الدنيا، وثمانية في الآخرة،
لزيادة الجلال والعظمة، رؤوسهم عند العرش في السماء السابع، وأقدامهم في الأرض
السفلى، وقرونهم كقرون الوعل، ما بين أول قرن، ومنتهاه، مسيرة خمسمائة عام)[3]
وقال عن الملائكة الكتبة:(يكتب الرقيب، والعتيد، أعمال
الإنسان، وأقواله، من خير وشر، ومن مباح.. أما المباح فيلقي به في عرض البحر، في
يوم الاثنين والخميس،