نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 137
ولأجل هذا نهى a عن
التقليد الأعمى، فقال:(لا تكونوا إمعة[1]تقولون:
إن أحسن الناس أحسنا، وإن أساؤا أسأنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسنوا إن تحسنوا وإن
أساؤا أن لا تظلموا)[2]
ولأجل هذا كان a يبين
علل الأحكام وأسبابها، وكان يستشير الصحابة ويقف عند رأيهم ليجعل منهم جيلا مجتهدا
لا جيلا مقلدا.
وكان كثيرا ما يسألهم ليعملوا فكرهم ويتوصلوا إلى الحق
بعد الاجتهاد والبصيرة، ونماذج هذا كثيرة، منها قوله a:(أتدرون
ما العَضَه؟)، وقوله:(أتدرون ما الغيبة ؟)، وقوله:(أتدرون مَن المُفلس؟)، وقوله:(هل
تدرون ما الكوثر؟)، وقوله:(يا أبا ذر ! أترى أن كثرة المال هو الغِنى؟)، إلى غير
ذلك من الأحاديث النبوية، المبنية على السؤال والجواب.
وقد كان a وهو المعصوم
المؤيد بالوحي يستشير أصحابه ، بل ويقف عند رأيهم، ولو خالف رأيه، كما حصل في غزوة
أحد، التي شاور النبي a فيها أصحابه،
ونزل عن رأيه إلى رأى أكثريتهم، وكانت النتيجة ما أصاب المسلمين من قرح، وما اتخذه
الله من شهداء: سبعين من خيار الصحابة، منهم حمزة ومصعب وسعد بن الربيع وغيرهم .
ومع ذلك، فقد نزل الأمر الإلهي بالاستمرار في مشاورتهم،
كما قال تعالى:﴿ فَبِمَا
رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ
لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ
فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
[1]
الامعة بكسر الهمزة وتشديد الميم: الذي لو رأى له، فهو يتابع كل أحد على رأيه.
والهاء فيه للمبالغة. ويقال فيه إمع أيضا.
[2]
رواه الترمذي كتاب البر والصلة باب ما جاء في الاحسان والعفو رقم 2000 وقال حسن
غريب.
نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 137