نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 405
وصيانته،
فإذا اختار أحدهما، ثم انتقل إلى الآخر لم يبق أحدهما تام الرغبة في حفظه والإحسان
إليه.
14 ـ أن
البنت تحتاج من الحفظ والصيانة فوق ما يحتاج إليه الصبـي، ولهذا شرع في حق الإناث
من الستر والخفر ما لم يشرع مثله للذكور في اللباس وإرخاء الذيل شبرا أو أكثر،
وجمع نفسها في الركوع والسجود دون التجافي، ولا ترفع صوتها بقراءة القرآن، ولا
ترمل في الطواف، ولا تتجرد في الإحرام عن المخيط، ولا تكشف رأسها، ولا تسافر وحدها
هذا كله مع كبرها ومعرفتها، فكيف إذا كانت في سن الصغر، وضعف العقل الذي يقبل
الانخداع ولا ريب أن ترددها بـين الأبوين مما يعود على المقصود بالإبطال، أو يخل
به، أو ينقصه لأنها لا تستقر في مكان معين، فكان الأصلح لها أن تجعل عند أحد
الأبوين من غير تخيـير.
15 ـ أن الرجال أغير على البنات من النساء، فلا
تستوي غيرة الرجل على ابنته، وغيرة الأم أبدا، وكم من أم تساعد ابنتها على ما
تهواه، ويحملها على ذلك ضعف عقلها، وسرعة انخداعها، وضعف داعي الغيرة في طبعها،
بخلاف الأب، ولهذا المعنى وغيره جعل الشارع تزويجها إلى أبـيها دون أمها، ولم يجعل
لأمها ولاية على ابنتها مطلقا، فكان من محاسن الشريعة أن تكون عند أمها ما دامت
محتاجة إلى الحضانة والتربـية، فإذا بلغت حدا تشتهى فيه، وتصلح للرجال، فمن محاسن
الشريعة أن تكون عند من هو أغير عليها، وأحرص على مصلحتها، وأصون لها من الأم.
الرأي الثاني: تستمر الحضانة على المحضون حتى التمييز ذكرا كان
المحضون أو أنثى، فإذا بلغ حد التمييز - وقدر بسبع سنين أو ثمان غالبا - فإنه يخير
بين أبيه وأمه، فإن اختار أحدهما دفع إليه، وإذا عاد واختار الثاني نقل إليه،
وهكذا كلما تغير اختياره، لأنه قد يتغير حال الحاضن، أو يتغير رأي المحضون فيه بعد
الاختيار، إلا إن كثر ذلك منه بحيث يظن أن سببه قلة تمييزه،
نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 405