نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 377
القول الثالث: أنها لا تزوج حتى تبلغ، إذا لم يكن لها أب وجد،
وهو قول الشافعي وأحمد في الرواية الأخرى، لأنه ليس لها ولي يجبر، وهي في نفسها لا
إذن لها قبل البلوغ؛ فتعذر تزويجها بإذنها وإذن وليها، ومن الأدلة على ذلك:
1 ـ قوله تعالى:﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء﴾(النساء:127والنساء
اسم ينطلق على الكبار كالرجال في الذكور، واسم الرجل لا يتناول الصغير؛ فكذلك اسم
النساء، والمرأة لا يتناول الصغيرة. وقد قال تعالى:﴿
فِي يَتَامَى النِّسَاءِ﴾ (النساء:127)والمراد به هناك اليتامى هنا؛ كما
قالت عائشة فقد دخلت اليتيمة الكبيرة في الآية فلا تزوج إلا بإذنها.
2 ـ أنه لا
تنكح الصغيرة إذ لا إذن لها، فإذا بلغت جاز نكاحها لكن لا تزوج إلا بإذنها.
3 ـ عن ابن
عمر قال: زوجني خالي قدامة بن مظعون بنت أخيه عثمان بن مظعون، فدخل المغيرة بن
شعبة على أمها، فأرغبها في المال وخطبها إليها، فرفع شأنها إلى النبي a فقال قدامة: يا رسول الله ابنة أخي وأنا وصي أبيها
ولم أقصر بها، زوجتها من قد علمت فضله وقرابته. فقال له رسول الله a:(إنها يتيمة واليتيمة أولى بأمرها) فنزعت مني وزوجها
المغيرة بن شعبة[1].
الترجيح:
نرى أن الأرجح في المسألة هو ما ذكرناه سابقا من أن زواجها
مرتبط أولا بإذنها، ومن الكفء الصالح لها، من غير إعطاء أهمية كبيرة للمهر في ذلك،
لأن الكفاءة مقدمة على المهر.
لكن زواجها قبل البلوغ لا نرى صحته إلا إذا اقتضت ظروف معينة
ذلك، فلا حرج فيه، ولكنه في الحالة العامة يجب تأخيره، لأن الإذن لا يكون إلا من
بالغ عاقل، فالصبى مانع من
[1] الدارقطني من حديث محمد بن
إسحاق عن نافع، قال الدارقطني: لم يسمعه محمد بن إسحاق من نافع، وإنما سمعه من عمر
بن حسين عنه. ورواه ابن أبي ذئب عن عمر بن حسين عن نافع عن عبدالله بن عمر.
نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 377