نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 367
استغلال مال اليتامى في
الحاجات المتعلقة بالولي:
ولا نريد بهذا أكل مال اليتامى، والذي اتفق الفقهاء جميعا على
تحريمه، وإنما نريد به استغلال بعض مال اليتامى في بعض الحاجات الخاصة بالولي
كأكله وركوبه وسكنه ونحو ذلك.
وقد نص تحريم
هذا المظهر من مظاهر الأكل في قوله تعالى:﴿ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً
وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ
فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوف)(النساء:6)
وهي من
الآيات المتشابهات اللاتي يحملن معاني مختلفة، ولذلك حصل الخلاف بني السلف والخلف
في تأويلها، وبناء على ذلك حصل الخلاف الفقهي فيما يستنبط منها:
ولذلك سننطلق
من الخلاف الوارد في الآية لنتحدث عن بعض المسائل المرتبطة بهذا النوع:
المخاطب بالآية:
اختلف
العلماء في المخاطب بهذه الآية على الأقوال التالية:
القول الأول: ولي اليتيم الذي يقوم عليه ومصلحه إذا
كان محتاجا جاز أن يأكل منه، وهو قول الجمهور، ومن الأدلة على ذلك:
1 ـ عن عائشة
في قوله تعالى :﴿ وَمَنْ كَانَ
فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ (النساء:6) قالت:(نزلت في ولي
اليتيم الذي يقوم عليه ومصلحه إذا كان محتاجا جاز أن يأكل منه)[1]، في رواية: بقدر ماله بالمعروف.