نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 354
بالنصوص الدالة على حرمة موالاة الكافرين، ومن ذلك قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ
وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ
مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
(المائدة:51)، قال الجصاص:(وفي هذه الآية دلالة على أن الكافر لا يكون وليا للمسلم
لا في التصرف ولا في النصرة ؛ ويدل على وجوب البراءة من الكفار والعداوة لهم ؛ لأن
الولاية ضد العداوة، فإذا أمرنا بمعاداة اليهود والنصارى لكفرهم فغيرهم من الكفار
بمنزلتهم)[1]
3 ـ دور الولي
اتفق الفقهاء على أن دور ولي اليتيم المتكفل به، هو نفس دور
والده، فهو نائب عن والده في ذلك، قال ابن العربي:(قال علماؤنا: في قوله تعالى:﴿ وَابْتَلُوا الْيَتَامَى
﴾ (النساء:6)دليل على أن للوصي والكافل أن يحفظ الصبي في بدنه وماله ؛ إذ
لا يصح الابتلاء إلا بذلك، فالمال يحفظه بضبطه والبدن يحفظه بأدبه)[2]
بل ورد النص على ذلك، فقد وروي أن رجلا قال للنبي a: إن في
حجري يتيما أآكل من ماله؟ قال:(نعم، غير متأثل مالا ولا واق مالك بماله) قال: يا
رسول الله، أفأضربه؟ قال:(ما كنت ضاربا منه ولدك)[3]
قال ابن العربي تعليقا على هذا الحديث:(وهذا وإن لم يثبت مسندا
فليس يجد عنه أحد ملتحدا ؛ لأن المقصود الإصلاح، وإصلاح البدن أوكد من إصلاح المال
؛ والدليل عليه أنه يعلمه الصلاة، ويضربه عليها، ويكفه عن الحرام بالكهر والقهر)[4]