نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 309
لابنها[1]، وهو نظر مقاصدي جميل، ولكن لا ينبغي أن نهمل الضرر الحاصل لابنها،
أو الحاصل لها، ولعله أهم من الضرر الحاصل لأوليائها.
الحق الثالث: حق النفقة
اتفق الفقهاء على أن نفقة اللقيط من بيت المال، وقد حكي الإجماع
على ذلك، قال ابن المنذر:(أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم، على أن نفقة اللقيط
غير واجبة على الملتقط، كوجوب نفقة الولد)[2]، ومن الأدلة على هذا الإجماع:
1 ـ أن أسباب
وجوب النفقة، من القرابة، والزوجية، والملك، والولاء، منتفية، فلذلك وجب أن يتكفله
بيت المال.
2 ـ أن
الالتقاط إنما هو تخليص له من الهلاك، وتبرع بحفظه، فلا يوجب ذلك النفقة، كما لو
فعله بغير اللقيط.
3 ـ قول عمر في
حديث أبي جميلة:(اذهب فهو حر، ولك ولاؤه، وعلينا نفقته)
4 ـ أن بيت
المال وارثه، وماله مصروف إليه، فتكون نفقته عليه، كقرابته ومولاه.
تقصير
بيت لمال في نفقته:
اتفق الفقهاء على أنه في حال عجز بيت المال عن القيام بحق نفقته
ـ إما لكونه لا مال فيه، أو كونه في مكان لا إمام فيه، أو غير ذلك من الأسباب ـ
فإنه على من علم من المسلمين الإنفاق عليه ؛ وهو فرض كفاية، إذا قام به قوم سقط عن
الباقين، فإن تركه الكل أثموا، ومن الأدلة على ذلك:
[1] كما نقل الكوسج عن أحمد في
امرأة ادعت ولدا: إن كان لها إخوة أو نسب معروف لا تصدق إلا ببينة، وإن لم يكن
لها دافع لم يحل بينها وبينه لأنه إذا كان لها أهل ونسب معروف لم تخف ولادتها
عليهم، ويتضررون بإلحاق النسب بها لما فيه من تعييرهم بولادتها من غير زوجها
وليس كذلك إذا لم يكن لها أهل. انظر: المغني: 6/44.