نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 300
لفصل السادس
الحقوق
الشرعية للقيط
سنتناول في هذا الفصل أكثر الفئات
القاصرة قصورا، وأشدها ضعفا، وهم اللقطاء، لنبين من خلاله المدى الذي راعته
الشريعة في الحفاظ على حقوقهم، ونصحح الأخطاء الكثيرة التي تجعل هذه الفئة
المستضعفة مجرمة[1] مع أنه لا ذنب لها، ولا جريرة تتحملها، بل هي ضحية من الضحايا تحتاج
حماية لا نقدا، وعونا لا عتابا، وسلوكا إيمانيا رحيما، لا سلوكا جاهليا أثيما.
وقد حاولنا
حصر حقوق اللقطاء بحسب ما ورد في التشريع الإسلامي إلى ما يلي: الحرية.. والنسب..
والنفقة.. والتملك.. والحقوق المدنية.. وحفظ العرض.. والحماية.. والحفظ من
التنازع.
وقد خصصنا لكل حق منها مبحثا خاصا، مقدمين لذلك بتعريف اللقيط
وبيان حكم التقاطه.
حقيقة اللقيط وحكم التقاطه:
اللقيط هو اسم للطفل المفقود وهو الملقى، أو الطفل المأخوذ
والمرفوع عادة[2].
[1] حتى أن هناك أحاديث كثيرة
وضعت تنفر من اللقطاء، وتعتبرهم مجرمين، وهي للأسف تنتشر، وكأنها بديهيات مع أنها
كذب مناقض للقرآن الكريم، ومناقض للسنة ومناقض للشريعة السمحة العادلة، ومن ذلك ما
وري في الحديث المكذوب:« لا يدخل الجنة ولد زنى ولا ولده ولا ولد ولده »، ومنها ما
روي أن « أولاد الزنى يحشرون يوم القيامة في صورة القردة والخنازير»
[2] تسميته لقيطا باسم العاقبة
؛ لأنه يلقط عادة أي: يؤخذ ويرفع، وتسمية الشيء باسم عاقبته أمر شائع في اللغة قال
الله تعالى:) وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ
فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ
خَمْراً﴾(يوسف:36)وقال الله تعالى:) إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ((الزمر:30)، والعرب
تسمي العنب خمرا والحي الذي يحتمل الموت ميتا باسم العاقبة، انظر: بدائع الصنائع:
6/197.
وهو من جهة
أخرى من باب التفاؤل بالتقاطه بخلاف تسميته منبوذا.
نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 300