نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 292
من سلوك، وهو
قمة تزيين الشيطان للإنسان، أو هيمنته عليه، قال تعالى:﴿ وَكَذَلِكَ
زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ
لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا
فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)(الأنعام:137)
وقد كان الوأد يتم في صورة قاسية إذ كانت
البنت تدفن حية[1]، وكانوا يفتنون في قتلها بشتى الطرق، فمنهم من كان
إذا ولدت له بنت تركها حتى تكون في السادسة من عمرها، ثم يقول لأمها:طيبيها
وزينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها، وقد حفر لها بئرا في الصحراء، فيبلغ بها البئر،
فيقول لها:انظري فيها. ثم يدفعها دفعا ويهيل التراب عليها، وعند بعضهم كانت
الوالدة إذا جاءها المخاض جلست فوق حفرة محفورة، فإذا كان المولود بنتا رمت بها
فيها وردمتها، وإن كان ابنا قامت به معها، وكانوا يرددون مفتخرين:
سميتها إذ
ولدت تموت والقبر صهر ضامن زميت
قال قتادة:
كانت الجاهلية يقتل أحدهم ابنته، ويغذو كلبه، فعاتبهم الله على ذلك، وتوعدهم بقوله
تعالى:﴿ وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ
قُتِلَتْ)(التكوير:8 ـ 9)
إهانة البنات:
وهو ما أخبر
عنه قوله تعالى:﴿ أَيُمْسِكُهُ
عَلَى هُونٍ﴾(النحل:59)، فقد كان بعضهم إذا نوى ألا يئد الوليدة أمسكها
مهينة إلى أن تقدر على الرعي، فيلبسها جبة من صوف أو شعر ويرسلها في البادية ترعى
له إبله، فأما الذين لا يئدون البنات ولا يرسلونهن للرعي، فكانت لهم وسائل أخرى
لإذاقتها الخسف والبخس.. كانت إذا تزوجت ومات زوجها جاء وليه فألقى عليها ثوبه.
ومعنى هذا أن يمنعها من الناس فلا يتزوجها أحد، فإن أعجبته
[1] وقد كان ذوو الشرف منهم
يمتنعون من هذا، ويمنعون منه، حتى افتخر به الفرزدق، فقال:
ومنا الذي
منع الوائدات فأحيا الوئيد فلم يوأَد
يعني جده
صعصعة كان يشتريهن من آبائهن. فجاء الإسلام وقد أحيا سبعين موؤودة.
نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 292