نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 285
اختلف الفقهاء فيما لو فاضل بين ولده في
العطايا، أو خص بعضهم بعطية، إذا كان ذلك في صحته[1]، ثم مات قبل أن يسترده، هل يثبت ذلك للموهوب له، ويلزم،
أم أن لبقية الورثة استرداد ما أعطاه على قولين:
القول الأول: ثبتت العطية ولزمت، ولا يمكن للورثة
استردادها، وهو قول مالك، والشافعي، وأصحاب الرأي، وأكثر أهل العلم، وهو المنصوص
عن أحمد، في رواية محمد بن الحكم، والميموني، وهو اختيار الخلال، وصاحبه أبي بكر،
واستدلوا على ذلك بما يلي:
1 ـ قول أبي
بكر لعائشة لما نحلها نحلا:(وددت لو أنك كنت حزتيه)، فدل على أنها لو كانت حازته
لم يكن له الرجوع.
2 ـ قول عمر:(لا
نحلة إلا نحلة يحوزها الولد دون الوالد)
3 ـ أنها
عطية لولده فلزمت بالموت كما لو انفرد.
القول الثاني: أن لسائر الورثة
أن يرتجعوا ما وهبه، وهو قول عروة بن الزبير، وإسحاق[2]، وهو رواية أخرى عن أحمد، وقد اختاره ابن بطة وأبو
حفص العكبريان، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1 ـ أن النبي
a سمى
ذلك جورا بقوله:(لا تشهدني على جور)، والجور حرام لا يحل للفاعل فعله، ولا للمعطى
تناوله.
2 ـ أن أبا
بكر وعمر أمرا قيس بن سعد، أن يرد قسمة أبيه حين ولد له ولد، ولم
[1] أما إن خص في مرض موته
بعض ورثته فإنه لا ينفذ ؛ لأن العطايا في مرض الموت بمنزلة الوصية، في أنها تعتبر
من الثلث إذا كانت لأجنبي إجماعا، فكذلك لا تنفذ في حق الوارث، قال ابن المنذر:«
أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم، أن حكم الهبات في المرض الذي يموت فيه الواهب،
حكم الوصايا ».
[2] إلا أنه قال: إذا مات
الرجل فهو ميراث بينهم، لا يسع أن ينتفع أحد مما أعطي دون إخوته وأخواته.
نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 285