وهو اعتبار
لا يصح، لأن حكم القائف هنا سينتج حكما يظل ساريا مدى الحياة، وقد تتوقف عليه
مصالح كثيرة، فكيف يبنى على مجرد الرواية، ثم رواية الآحاد، فإذا لم نعتبر العدالة
كما ذكرنا دخل الفساد العظيم.
قال القرافي مرجحا هذا الاعتبار:(القائف
في إثبات الأنساب بالخلق هل يشترط فيه العدد أم لا قولان لحصول الشبهين من جهة أنه
يخبر أن زيدا ابن عمر وليس ابن خالد، وهو حكم جرى على شخص معين لا يتعداه إلى غيره
فأشبه الشهادة، فيشترط العدد، ومن جهة أن القائف منتصب انتصابا عاما للناس أجمعين،
أشبه الرواية فيكفي الواحد، غير أن شبه الشهادة هنا أقوى للقضاء على المعين، وتوقع
العداوة والتهمة في الشخص المعين)[2]
الإسلام:
اختلف
الفقهاء في اعتبار هذا الشرط على قولين:
القول الأول: اعتبار هذا الشرط، وهو قول الشافعية والحنابلة، وهو الراجح في المذهب
المالكي.
القول الثاني: عدم اعتبار هذا الشرط، وهو قول، للمالكية
والحنابلة.
الترجيح:
نرى أن
الأرجح في المسألة هو اعتبار هذا الشرط في حال وجود الخبراء المسلمين، فإن عدم
وجودهم جاز للضرورة اعتماد غيرهم بشرط التحري والتدقيق في مدى صدقهم بالطرق التي
ذكرناها سابقا، وما يقلل من احتمال كذبهم أن الأمر كما ذكرنا