نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 100
فإن نفاه في اللعان، انتفى، وإلا لحق به، لأنه أمكن كونُه منه ولم ينفه) [1]
وما ذكره ابن القيم من التفصيل يدل على تشديد الشرع في اللعان المتعلق بنفي
الولد، بخلاف اللعان لدرء الحد، لاختلاف المقصد في كليهما، وهو يؤيد بذلك ما
ذكرناه سابقا من تقديم التحري على اللعان.
التصريح
بنفيه عند الوضع:
وهو أن يصرح بنفيه حال اللعان وبعد الوضع، فإن سكت عن نفيه، مع إمكانه، فقد
اختلف الفقهاء في ذلك على الأقوال التالية:
القول الأول: له تأخير نفيه مدة، وقد اختلفوا في تقدير هذه المدة، فقدرها أبو حنيفة
باليوم واليومين، لأن النفي عقيب الولادة يشق، فقدر باليومين لقلته، وقدرها أبو
يوسف ومحمد بمدة النفاس ؛ لأنها جارية مجرى الولادة في الحكم، وحكي عن عطاء،
ومجاهد، أن له نفيه ما لم يعترف به فكان له نفيه، كحالة الولادة.
القول الثاني: إن سكت عن نفيه، مع إمكانه التصريح بنفيه لزمه
نسبه، ولم يكن له نفيه بعد ذلك، وهو قول الشافعية والحنابلة، ولا يتقدر ذلك عندهم
بزمن، بل هو على ما جرت به العادة، إن كان ليلا فحتى يصبح وينتشر الناس، وإن كان
جائعا أو ظمآن فحتى يأكل أو يشرب، أو ينام إن كان ناعسا، وأشباه ذلك من أشغاله،
فإن أخره بعد هذا كله، لم يكن له نفيه، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1 ـ أنه خيار لدفع ضرر متحقق، فكان على الفور، كخيار الشفعة.
2 ـ أن قول
النبي a: (الولد للفراش) [2] عام خرج منه
ما وردت به السنة الثابتة، وبقي ما عداه على عموم الحديث.