نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 56
الآخرون أو فهموه فعاندوا الحق وخالفوا
النص الصريح وما يجري مجراه؟ وجميع هذه الاحتمالات مقطوع ببطلانها) [1]
ثم ذكر انطلاقا من أن معظم المسائل
الفقهية مسائل ظنية، بسببها وقع الخلاف، وليس هناك مرجع يرجع إليه في إثبات
المصيب، فإن القول بتخطئة واحد منهم تخطئة مطلقة لا يصح، قال الغزالي:(ومن نظر في
المسائل الفقهية التي لا نص فيها علم ضرورة انتفاء دليل قاطع فيها، وإذا انتفى
الدليل فتكليف الإصابة من غير دليل قاطع تكليف محال، فإذا انتفى التكليف انتفى
الخطأ) [2]
وقد يحتج هنا من يبالغ في القول بقطعية
الظني بناء على قناعته الشخصية، وهو ما يحصل الآن في أكثر مواطن الخلاف، قال
الغزالي ردا على هذه الشبهة:(الأمارات الظنية ليست أدلة بأعيانها، بل يختلف ذلك بالإضافات،
فرب دليل يفيد الظن لزيد وهو بعينه لا يفيد الظن لعمرو مع إحاطته به، وربما يفيد
الظن لشخص واحد في حال دون حال، بل قد يقوم في حق شخص واحد في حال واحدة في مسألة
واحدة دليلان متعارضان كان كل واحد لو انفرد لأفاد الظن ولا يتصور في الأدلة
القطعية تعارض) [3]
ثم ذكر مثالا
على ذلك لا يختلف فيه، وهو من مواقف الصحابة وهو أن أبا بكر رأى التسوية في العطاء،
إذ قال:(الدنيا بلاغ، كيف وإنما عملوا لله عز وجل وأجورهم على الله)، أما عمر فنظر
إلى المسألة من زاوية مختلفة فقال:(كيف تساوي بين الفاضل والمفضول؟)، فقد رأى التفاوت
لكون ذلك ترغيبا في طلب الفضائل، ولأن أصل الإسلام وإن كان لله فيوجب الاستحقاق،
قال الغزالي تعليقا على هذين الموقفين