نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 355
المستفاد من شهادة الشهود.
5 ـ أن استشهاد المخالفين
بأن الزوج أحد اللعانين، فلا يُوجب حد الآخر، كما لم يُوجب لِعانُها حده، فجوابه
أن لِعانها إنما شرع للدفع، لا للإيجاب، كما قال تعالى: ﴿ وَيَدرَؤُ عَنهَا
العَذَابَ أَن تَشهَدَ﴾ فدل النصُّ على أن لعانه مقتضٍ لإيجاب الحد،
ولعانها دافع ودارىء لا موجب، فقياسُ أحد اللعانينِ على الآخر جمع بـين ما فرق
الله سبحانه بـينهما وهو باطل.
6 ـ أن استدلال المخالفين
بقوله a (البـينةُ عَلى المُدعِي) على عدم الحد لا يصح، لأن لِعان الزوجِ المذكورِ
المكرر بـينة، وقد انضم إليها نكولُها الجاري مجرى إقرارها عند قوم، ومجرى بـينة
المدعين عند آخرين، وهذا مِن أقوى البـينات، ويدل عليه أن النبـي aقال له: (البـينةُ
وإلا حَدٌّ في ظهرك)، ولم يُبطل اللهُ سبحانه هذا، وإنما نقله عند عجزه عن بـينة
منفصلة تُسقط الحد عنه يعجز عن إقامتها، إلى بـينة يتمكن مِن إقامتها، ولما كانت
دونها في الرتبة، اعتبر لها مُقوٍ منفصل، وهو نكولُ المرأة عن دفعها، ومعارضتها مع
قدرتها وتمكنها.
7 ـ أن استدلال المخالفين بعدم
تحقق زناها لا يصح، لأن التحقيق اليقينَ المقطوعَ به كالمحرمات، لا يُشترط في
إقامة الحد، ولو كان هذا شرطاً، لما أقيمَ الحدُّ بشهادةِ أربعة، إذ شهادتُهم لا
تجعلُ الزنى محققاً بهذا الاعتبار، وإن أريد بعدم التحقق أنه مشكوكٌ فيه على
السواء، بحيث لا يترجح ثبوتُه، فباطل قطعاً، وإلا لما وجب عليها العذابُ المدرَأُ
بلعانها، ولا ريبَ أن التحقُّقَ المستفادَ مِن لعانه المؤكد المكرر مع إعراضها عن
معارضة ممكنة منه أقوى من التحقق بأربع شهود، ولعل لهم غرضاً في قذفها وهتكِها
وإفسادها على زوجها، والزوجُ لا غرض له في ذلك منها.
الترجيح:
نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 355