نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 27
وتمكين كل منهما من بناء بيت جديد على
دعائم قوية؟، أو ليس استبدال زوج بآخر، خيراً من ضم خليلة إلى زوجة مهملة أو عشيق
إلى زوج بغيض) [1]
زيادة على
هذا، فإن تشريعات الإسلام في هذا الجانب تحفظ الطلاق من استعماله في غير ما وضع
له، وتحفظ كل ما قد ينجر عنه من آثار سلبية، ومن ذلك:
1 ـ أنه نفّر
من الطلاق وبغضه إلى النفوس فقال a:(يما امرأة سألت
زوجها الطلاق في غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة)، وحذر من التهاون بشأنه فقال a:(ما بال أحدكم يلعب بحدود الله، يقول: قد طلقت، قد
راجعت)
2 ـ أنه
اعتبر الطلاق آخر العلاج، بحيث لا يصار إليه إلا عند تفاقم الأمر، واشتداد الداء،
وحين لا يجدي علاج سواه، وأرشد إلى اتخاذ الكثير من الوسائل قبل أن يصار إليه،
فرغب الزوج في الصبر والتحمل على الزوجات، وإن كانوا يكرهون منهن بعض الأمور،
إبقاء للحياة الزوجية، قال تعالى:﴿
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا
شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيرا ﴾(النساء:19)
3 ـ أنه أرشد
الزوج إذا لاحظ من زوجته نشوزاً إلى ما يعالجها به من التأديب المتدرج: الوعظ ثم
الهجر، ثم الضرب غير المبرح، قال تعالى:﴿)
وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ
وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾(النساء:34)
4 ـ أنه شرع
التحكيم بينهما، إذا عجزا عن إصلاح ما بينهما، بوسائلهما الخاص.
5 ـ أنه أرشد
الزوجة إذا ما أحست فتوراً في العلاقة الزوجية، وميل زوجها إليها إلى ما تحفظ به
هذه العلاقة، ويكون له الأثر الحسن في عودة النفوس إلى صفائها، بأن