6 ـ أنه لا
يلزم من جواز إعطاء المرأة من مهرها لزوجها في غير عقد، الجواز في المعاوضة؛ بدليل
الربا، فقد حرمه الله في العقد وأباحه في الهبة.
الترجيح:
نرى أن الأرجح في المسألة هو التشديد على
المرأة في كراهة اختلاعها من زوجها إلى درجة التحريم في حال كون ذلك عن هوى مجرد،
لا عن سبب دعاها إلى ذلك، وعلى ذلك تدل النصوص التي ساقها أصحاب القول الثاني، قال
ابن قدامة:(والحجة مع من حرمه، وخصوص الآية في التحريم، يجب تقديمه على عموم آية
الجواز، مع ما عضدها من الأخبار) [2]
لكن هناك من الأسباب ما لا يمكن التصريح به، فلذلك تصبح الحرمة
من المسائل التعبدية المحضة، فلا يصح إحراج المرأة أو إحراج الرجل معها للتعرف على
أسبابها، كما لا يسأل الرجل عن سبب تطليقه لزوجته، كما ورد ذلك في الحديث.
ولكن ما يمكن فعله هو وعظ المرأة وتنبيهها إلى حرمة مفارقتها
لبيت الزوجية من غير سبب معقول، وترك الخيار بعد ذلك لدينها وورعها حتى لا تفضح
أسرار البيوت.
2
ـ الخلع عند ثبوت الضرر من الزوج:
اختلف الفقهاء في حكم الخلع عند ثبوت
الضرر من الزوج،كما لو عضلها، وضارها بالضرب والتضييق عليها، أو منعها حقوقها؛ من
النفقة، والقسم ونحو ذلك، لتفتدي نفسها منه، ففعلت على قولين[3]:
[1]
أخرجه مالك (2/745، رقم 1429)، والشافعى (1/224) والدارقطنى (3/77)، والحاكم
(2/66، رقم 2345) وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم. والبيهقى (6/69، رقم 11166)
وغيرهم.