نام کتاب : عقد الزواج وشروطه نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 91
وهم يستدلون لذلك بعدم حرمة ما نتج عن الزنا فهي أجنبية عنه شرعا بدليل
انتفاء سائر أحكام النسب عنها.
وقد اختلف في علة ذلك هل هي الزنا، أو لكونه لا يعرف
نسبتها الحقيقية، فعلى العلة الأولى تحرم عليه مطلقا وعلى العلة الثانية (تحرم
عليه إن تحقق أنها من مائه بأن أخبره بذلك نبي، كأن يكون في زمن عيسى a)[1]
وقد اختلف كذلك في المعنى المقتضي للكراهة، فقيل للخروج من الخلاف، كما
قال السبكي، وقيل لاحتمال كونها منه، فإن تيقن أنها منه حرمت عليه، وهو اختيار
جماعة من الشافعية منهم الروياني.
القول الثاني[2]:
أنها تحرم عليه، فلا يجوز له التزوج بابنته من الزنا، وبنت ابنه وبنت بنته وإن
نزلت، وبنت أخيه وبنت أخته من الزنا، وعمته وخالته، وكذا الأب والابن من الزنا،
وكل من يحرم عليه بالنسب، وذهب إلى ذلك جماهير العلماء من الإمامية والحنفية
والحنابلة والمالكية في الأصح عندهم.
وقد نص في المغني أنه لا فرق في ذلك بين علمه بكونها منه، مثل أن يطأ
امرأة في طهر لم يصبها فيه غيره، ثم يحفظها حتى تضع، أو أن يشترك جماعة في وطء
امرأة، فتأتي بولد لا يعلم هل هو منه أو من غيره فإنها تحرم على جميعهم لوجهين: